من لطائف القرآن
أنواع الفوز ( المبين، الكبير، العظيم)
د. صالح بن عبد الله التركي
تفريغ الأخ الفاضل سليمان الغليقة
هذه وقفة لطيفة حول لفظ "الفوز" في القرآن الكريم.
الفوز: هو الظَفَر بالخير مع حصول السلامة، قال ذلك الراغب الأصفهاني في مفرداته على القرآن الكريم.
والفوز كُلُّ الفوز أن يفوز الإنسان بالآخرة، كما قال الله جل شأنه: ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ )[آل عمران:١٨٥].
وقد تعدد الفوز وتنوع في كتاب الله عزوجل على ثلاث مراتب ووصف بثلاثة أوصاف:
أولها: الفوز المبين : وهو أن يُصرف عن صاحبه عذاب جهنم ويفوز برحمة الله عزوجل، كما قال الله تبارك وتعالى: ( مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ )[الأنعام:١٦].
وقوله تعالى أيضاً: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ )[الجاثية:٣٠].
والفوز المبين جاء في القرآن الكريم مرتين.
وثانيها: الفوز الكبير، والفوز الكبير جاء في قصة أصحاب الأخدود الذين افتُتنوا في دينهم والذي أبتُلوا في دينهم، فوصف الله عزوجل فوزهم بالفوز الكبير، كما قال الله تبارك وتعالى: ( ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ )[البروج:١١] والفوز الكبير جاء في القرآن الكريم مرة واحدة.
- وثالث هذه المراتب هو: الفوز العظيم، وهو أعلى فوز جاء في القرآن الكريم، والفوز العظيم يأتي في سياق:
- الخلود في الجنة.
- والمساكن في الجنة.
- ويأتي في سياق رضا الله عزوجل.
وأعلى فوز جاء في القرآن الكريم ما جاء في سورة الصافات في قوله تعالى: (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١)) [الصافات:٦٠-٦١] هذا الفوز أفضى بصاحبه إلى الجنة وإلى دخولها، والآية فيها من المؤكدات الشيء الكثير الذي جعل هذه الآية تمثل وتتضمن أعلى فوز جاء في القرآن الكريم، والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.