نظرات في سورة الحج - د. أحمد نوفل
التناسق بين سورة البقرة وسورة الحج:
فصّلت سورة البقرة أحكام الحج وكذا سورة الحج، وسورة البقرة فيها أول نداء في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وسورة الحج أولها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، وفيهما الرقم القياسي من صيغة الاستفهام {أَلَمْ تَرَ} في فاتحة آية. وفي السورتين القتال؛ ففي سورة البقرة: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} وكأنّ سورة الحج مرحلة إذ قالت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}، وأكثر سورة ذكرت أصناف الناس بصيغة {وَمِنَ النَّاسِ} سورة البقرة وسورة الحج. وختام سورة البقرة {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وختام سورة الحج {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}. وفي سورة البقرة: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} وفي سورة الحج: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}، وليس في القرآن {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} إلا في هاتين السورتين، وسورة البقرة رقمها (2) والحج (22).
النسق بين سورة الأنبياء وتاليتها سورة الحج:
أول قصص سورة الأنبياء قصة إبراهيم عليه السلام، وأهم قصص سورة الحج قصة إبراهيم.
وفي خواتيم سورة الأنبياء: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} وفي أول الحج: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا..} وآخر آية في سورة الأنبياء: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} وفي سورة الحج: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ}، فالتقت السورتان على ذكر الربّ في خاتمة تلك وفاتحة هذه.