فوائد من تفسير السعدي
فوائد الجزء السابع من سورة الأنعام
1-في بداية سورة الانعام اخبارالله سبحانه عن حمده والثناء عليه بصفات الكمال، ونعوت العظمة والجلال عموما.
2-حمد الله سبحانه نفسه على خلقه السماوات والأرض، الدالة على كمال قدرته،وسعة علمه ورحمته، وعموم حكمته،وانفراده بالخلق والتدبير
3-خلقكم الله أيها الناس من طين و ضرب لمدةإقامتكم في هذه الدارأجلا تتمتعون به وتمتحنون،وتبتلون بما يرسل إليكم به رسله
4-وذكرالله الظلمات بالجمع،لكثرة موادها وتنوع طرقها. ووحد النور لكون الصراط الموصلة إلى الله واحدة لا تعدد فيها.
5-الله سبحانه يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون،فاحذروا معاصيه وارغبوا في الأعمال التي تقربكم منه،واحذروا من كل عمل يبعدكم منه
6-اخبارالله لرسوله شدةعناد الكافرين،وأنه ليس تكذيبهم لقصورفيما جئتهم به،ولا لجهل منهم بذلك،وإنما ذلك ظلم وبغي،لا حيلة لكم فيه
7-العالم العلوي والسفلي تحت ملك الله وتدبيره، وهو تعالى قد بسط عليهم رحمته وإحسانه، وتغمدهم برحمته وامتنانه
8-الله قد فتح لجميع العباد أبواب الرحمة،إن لم يغلقوا عليهم أبوابها بذنوبهم،ودعاهم إليها، إن لم تمنعهم من طلبها معاصيهم وعيوبه
9-سورة الأنعام قد اشتملت على تقرير التوحيد،بكل دليل عقلي ونقلي،بل كادت أن تكون كلها في شأن التوحيد ومجادلة المشركين بالله
10-المخلوقات كلها،من آدميها،وجِنِّها،وملائكتها،وحيواناتها وجماداتها،فالكل خلق مدبرون، وعبيد مسخرون لربهم العظيم،القاهر المالك
11-الله ( السَّمِيعُ )لجميع الأصوات،على اختلاف اللغات،بتفنن الحاجات( الْعَلِيمُ )بما كان،وما يكون،ومالم يكن لوكان كيف كان يكون
(-12 قُلْ ) لهؤلاء المشركين بالله: ( أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا ) من هؤلاء المخلوقات العاجزة يتولاني، وينصرني؟!.
(-13 وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ ) أي: وهو الرزاق لجميع الخلق، من غير حاجة منه تعالى إليهم
(-14 وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أي: ونهيت أيضا، عن أن أكون من المشركين
15-إن المعصية في الشرك توجب الخلود في النار، وسخطَ الجبار.
16-ومن أدلة توحيد الله، أنه تعالى المنفرد بكشف الضراء، وجلب الخير والسراء.
(-17 وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) فلا يتصرف منهم متصرف، ولا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، إلا بمشيئته
(-18 وَهُوَ الْحَكِيمُ ) فيما أمر به ونهى، وأثاب، وعاقب، وفيما خلق وقدر.
(-19 الْخَبِيرُ ) المطلع على السرائر والضمائر وخفايا الأمور، وهذا كله من أدلة التوحيد
(-20 قُلِ اللَّهُ ) أكبر شهادة، فهو ( شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) فلا أعظم منه شهادة، ولا أكبر
21-أوحى الله إلى الرسول هذا القرآن الكريم لمنفعتكم ومصلحتكم لأنذركم به من العقاب الأليم .
22-هذا القرآن فيه النذارة لكم أيها المخاطبون وكل من بلغه القرآن إلى يوم القيامة فإن فيه بيان كل ما يحتاج إليه من المطالب الإلهي
23-لا أعظم ظلما وعنادا،ممن كان فيه أحد الوصفين،فكيف لو اجتمعا، افتراء الكذب على الله، أو التكذيب بآياته التي جاءت بها المرسلون
24-المشركون بالله، المكذبون لرسوله، يجمعون بين الضلال والإضلال، ينهون الناس عن اتباع الحق،ويحذرونهم منه،ويبعدون بأنفسهم عنه.
25-قد خاب وخسر، وحرم الخير كله، من كذب بلقاء الله، فأوجب له هذا التكذيب، الاجتراء على المحرمات، واقتراف الموبقات
26-حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة، والهموم فيها متعلقة .
27-أما الآخرة، فإنها ( خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ) في ذاتها وصفاتها، وبقائها ودوامها، وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين.
28-خطاب للرسول #ﷺ قدنعلم أن الذي يقول المكذبون فيك يحزنك ،ولم نأمرك بما أمرناك به من الصبر إلا لتحصل لك المنازل العالية.
(-29 فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ)لأنهم يعرفون صدقك،وجميع أحوالك،حتى إنهم كانوايسمونه-قبل البعثة-الأمين فإن تكذيبهم لآيات الله
(-30 وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ) ما به يثبت فؤادك، ويطمئن به قلبك.
(-31 إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ)لدعوتك،ويلبي رسالتك،وينقاد لأمرك ونهيك(الَّذِينَ يَسْمَعُونَ)بقلوبهم ما ينفعهم،وهم أولو الألباب
32-جميع الحيوانات،الأرضيةوالهوائية،من البهائم والوحوش والطيور،كلها أمم أمثالكم خلقناها كماخلقناكم،ورزقناها كما رزقناكم
33-ما أهمل الله ولا أغفل في اللوح المحفوظ شيئا من الأشياء بل جميع الأشياء مثبتة في اللوح المحفوظ تقع جميع الحوادث طبق ماجرى به القلم
34-جميع الأمم تحشر وتجمع إلى الله في موقف القيامة، في ذلك الموقف العظيم الهائل، فيجازيهم بعدله وإحسانه، ويمضي عليهم حكمه
35-حال المكذبين بآيات الله، المكذبين لرسله، أنهم ( صُمٌّ ) عن سماع الحق ( وَبُكْمٌ ) عن النطق به، فلا ينطقون إلا بباطل .
36-أن الله سبحانه المنفرد بالهداية والإضلال، بحسب ما اقتضاه فضله وحكمته.
37-زبدة ما أرسل به المرسلين البشارة والنذارة، وذلك مستلزم لبيان المبشر والمبشر به، والمنذر والمنذر به
38-هذا القرآن نذارة للخلق كلهم، ولكن إنما ينتفع به ( الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ )
39-لا بد مع ترك الذنوب والإقلاع، والندم عليها، من إصلاح العمل، وأداء ما أوجب الله، وإصلاح ما فسد من الأعمال الظاهرة والباطنة.
(-40 وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ ) من أشجار البر والبحر، والبلدان والقفر، والدنيا والآخرة (إِلا يَعْلَمُهَا )
41-علم الله سبحانه وتعالى المحيط بجميع الأشياء، وكتابه المحيط بجميع الحوادث.
(-42 وَهُوَ ) تعالى ( الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) ينفذ فيهم إرادته الشاملة، ومشيئته العامة، فليسوا يملكون من الأمر شيئا
43-المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق،
44- يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر، الذي لا يقدر على إزالته.
45- أنه إذا كان التذكير والوعظ، مما يزيد الموعوظ شرا إلى شره، فإن تركه هو الواجب لأنه إذا ناقض المقصود، كان تركه مقصودا.
( -46 قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) ليس الهدى إلا الطريق التي شرعها الله على لسان رسوله، وما عداه، فهو ضلال وردى وهلاك
( -47 وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) بأن ننقاد لتوحيده، ونستسلم لأوامره ونواهيه، وندخل تحت عبوديته.
( -48 وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ ) أي: وأمرنا أن نقيم الصلاة بأركانها وشروطها وسننها ومكملاتها
( -49 وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) أي: تُجْمَعون ليوم القيامة، فيجازيكم بأعمالكم، خيرها وشرها.
50 - العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباددرجات خصوصا العالم العامل المعلم،فإنه يجعله الله إماما للناس،بحسب حاله ترمق أفعاله.
51- إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ فلا يضع العلم والحكمة، إلا في المحل اللائق بها، وهو أعلم بذلك المحل، وبما ينبغي له.
( -52 يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) فاطلبوا منه الهدى فإنه إن لم يهدكم فلا هادي لكم غيره،
53- إن الشرك محبط للعمل، موجب للخلود في النار
( -54 وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) يداومون عليها، ويحفظون أركانها وحدودها وشروطها وآدابها، ومكملاتها.جعلنا الله منهم.
55- مشروعية تعلم سير الكواكب ومحالّها الذي يسمى علم التسيير، فإنه لا تتم الهداية ولا تمكن إلا بذلك.
( -56 قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ ) بيناها، ووضحناها، وميزنا كل جنس ونوع منها عن الآخر،بحيث صارت آيات الله بادية ظاهرة
57- من أعظم منن الله على خلقه أنه أنزل من السماء ماء متتابعا وقت حاجة الناس إليه، فأنبت الله به كل شيء، مما يأكل الناس والأنعام
( -58 سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ) فإنه تعالى، الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل نقص، وآفة وعيب.
( -59 اللَّهُ رَبُّكُمْ) المألوه المعبود،الذي يستحق نهاية الذل، ونهاية الحب،الرب،الذي ربى جميع الخلق بالنعم،وصرف عنهم صنوف النقم
( -60 وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) أي: جميع الأشياء، تحت وكالة الله وتدبيره،خلقا، وتدبيرا، وتصريفا.
61- نهى الله سبحانه عن سب آلهة المشركين لما كان هذا السب طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين.
تم بحمد الله تدوين فوائد الجزء السابع من سورة الأنعام