تشبيه الدنيا بالماء
الجامع ﻷحكام القرآن للقرطبيّ 289/13
قال الإمام القرطبي :"لماذا شبّه الله -سبحانه- الدّنيا بالماء" عند قوله تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ}" قال الحكماء : شبّه الله - سبحانه وتعالى - الدُّنيا بالماء:
1- ﻷنَّ الماء ﻻ يستقرّ في موضع، كذلك الدُّنيا ﻻ تبقى على حالٍ واحدة.
2- وﻷنّ الماء يذهب وﻻ يبقى، فكذلك الدنيا تفنى ولا تبقى.
3- وﻷنَّ الماء ﻻ يَقدر أحدٌ أن يدخلَه وﻻ يبتلّ، وكذلك الدُّنيا ﻻ يسلم أحدٌ من فتنتها وآفتها.
4- وﻷنَّ الماء إذا كان بقدرٍ كان نافعًا مُنبتًا، وإذا جاوز المقدارَ كان ضاراًّ مُهلكًا، وكذلك الدُّنيا ؛ الكفافُ منها ينفع، وفضولُها يضرّ"