برنامج مثاني
رمضان 1436هـ
من إصدارت مركز تدبر
الحلقة 6 - الإحسان: ابدأ بنفسك
د. عمر بن عبد الله المقبل
تفريغ موقع إسلاميات حصريًا
حينما تُذكر مفردة الإحسان فإنه لا يتبادر لأذهان كثير من الناس إلا مسألة ما يعرف النفع المتعدي كالدعوة إلى الله تبارك وتعالى والإغاثة للأيتام والمساكين والفقراء إلى غير ذلك من المعاني ذات الدلالة التواصلية لكن هل هذا هو المفهوم الدقيق لمعنى الإحسان؟ نقرأ قول الله تبارك وتعالى في سورة الذارايات حين وصف أهل الجنة بقوله (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴿١٦﴾ الذاريات)
ما هي صفات هؤلاء المحسنين؟
(كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾) هذه ثلاث صفات، ثلثا هذه الصفات كلها مما يُعرف بالنفع القاصر أي ذات الأثر الخاص على الإنسان والأمر الثالث هو (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
إذن هذه الآية توقظ فينا معنى لتصحيح مفهوم الإحسان وهو أن من صور الإحسان الإحسان إلى النفس بالعبادة، الإحسان إلى النفس بقيام الليل، ذلك أن هذا الزاد الذي يسمى نفعًا قاصرًا هو من أعظم الأسباب المعينة على النفع المتعدي. ومن قرأ كتب التراجم أو اطلع في الواقع المشاهد وجد أن أكثر الناس استمرار وتواصلا في نفعهم المتعدي للناس في العلم والدعوة والإغاثة وغير ذلكهم من لهم رصيد بينهم وبين الله عز وجلّ في عبادات خاصة تكون بمثابة الزاد والوقود الإيماني لقلوبهم والذي يستعينون به بعد الله سبحانه وتعالى في مواصلة الطريق ونفعهم لعباد الله تعالى.
http://www.tadabbor.com/Beta/?action=video_inner&show_id=1742