برنامج ركائز
د. عبد الله بلقاسم
رمضان 1436هـ
الحلقة الحادية عشر – ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)﴾ (سورة الفتح)
تفريغ الأخت الفاضلة راجية رضى الرحمن لموقع إسلاميات حصريًا
هذه الآية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل الحق يحبون الصحابة رضي الله عنهم، ويتولونهم، ويثنون عليهم كما أثنى الله عليهم، وينشرون فضائلهم، ويعتقدون أنهم أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، ويترضّون عنهم، ويدعون لهم كما وصفهم الله عز وجل: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10) الحشر)، ويسمعون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فلا يسبّونهم، بل يكفّون عما شجر بينهم.
وأفضل الصحابة السابقون الأولون من المهاجرين، ثم من الأنصار، ثم أهل بدر، فأُحد، فبيعة الرضوان، فمن بعدهم، ثم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًا وعد الله الحسنى.
وأفضل الصحابة على الإطلاق الأربعة الخلفاء: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين، هكذا يرتّب أهل السنة الصحابة، وهم مع حبّهم للصحابة، لا يغلون فيهم، ولا يبنون عند قبورهم، ولا يطوفون بها، ولا ينذرون ولا يذبحون لا عندها ولا عند غيرها.
هذا هو اعتقاد أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.