تفسير وتدبر سورة الفاتحة
الرحمن الرحيم - 5
من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى في الآية (الرحمن الرحيم)
الرحمة والرحمن والرحيم. . مشتق منها الرحم الذي هو مكان الجنين في بطن أمه. . هذا المكان الذي يأتيه فيه الرزق. . بلا حول ولا قوة. . ويجد فيه كل ما يحتاجه إليه نموه ميسرا. . رزقا من الله سبحانه وتعالى بلا تعب ولا مقابل. .
انظر إلى حنو الأم على ابنها وحنانها عليه. . وتجاوزها عن سيئاته وفرحته بعودته اليها، ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى في حديث قدسي:
«أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته»
الله سبحانه وتعالى يريد أن نتذكر دائما أنه يحنو علينا ويرزقنا. . ويفتح لنا أبواب التوبة بابا بعد آخر. . ونعصي فلا يأخذنا بذنوبنا ولا يحرمنا من نعمه. . ولا يهلكنا بما فعلنا. ولذلك فنحن نبدأ تلاوة القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم. .
لنتذكر دائما أبواب الرحمة المفتوحة لنا. . نرفع أيدينا إلى السماء. . ونقول يا رب رحمتك. . تجاوز عن ذنوبنا وسيئاتنا. وبذلك يظل قارئ القرآن متصلا بأبواب رحمة الله. . كلما ابتعد عن المنهج أسرع ليعود اليه. . فما دام الله رحمانا ورحيما لا تغلق أبواب الرحمة أبدا