وقفة تدبرية في الآية (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة)
قال الإِمام ابن جرير :
( أجمع أهل العلم بالتأويل جميعاً ، على أن هذه الآية نزلت جواباً ليهود من بني إسرائيل ،
إذ زعموا أن جبريل عدو لهم ، وميكائيل ولي لهم ) .
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور :
" ومن عجيب تفاهة اعتقادهم أنهم يثبتون أنه ملك مرسل من عند الله ،
ومع ذلك يبغضونه ،
وهذا أحط درجات الانحطاط في العقل والعقيدة ،
ولا شك أن الاضطراب في العقيدة من أكبر مظاهر انحطاط الأمة لأنه ينبئ عن تضافر آرائهم على الخطأ والأوهام "
وتكون الآية الكريمة قد مدحت القرآن بخمس صفات .
أولها :
أنه منزل من عند الله وبإذنه .
وثانيها :
أنه منزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم .
وثالثها :
أنه مصدق لما نزل قبله من الكتب السماوية .
ورابعها :
أنه هاد إلى الخير أبلغ هدى وأقواه .
وخامسها :
أنه بشارة سارة للمؤمنين .
الوسيط للطنطاوي